بسم الله الرحمن الرحيم
حب تتساقط منه الثلوج
حب على نافذة الطريق
حب من نوع جديد
أقبل فصل الشتاء القارص وكان الجليد المتراكم يذوب من فوق زجاج النوافذ ،.. ..وهب الهواء العاصف بأصوات تسكن المدينة رعبا وضبابا وتلوح الرياح بين الشوارع والطرقات ، وتكثف الجليد عمقاعلى سفوح الجبال في حي الفنار على منزل عزام الصغير ، كان عزام يعشق فن الرسم والأدب.. وفي بيته حجرة ذات أربع زوايا كل منها بلون مختلف ينعكس على مرسمه بالدموع وسحر شاعر بين الحنين وجمال الكون وسحر الطبيعة ....وكانت ريشته وألوانه وصوره متناثرة بين أركان حجرته .. وكان يميل للرسم السرياني فلوحه ذات خطوط متباعدة غامضة تهمس لطيف يسري في أعماق دمه..
وبعيدعن قسوة الحياة .. وتحت زخاة الأمطار وسقيع الجليد حيث كانت الغيوم تغمر النجوم واندفنت أنوار المدينة في الطرقات ..
وتجمدمت مياه نهر الفنار من خلف الأالأكواخ والديار
وسرعان ما تهطل الأمطار فوق الضفاف
والرطوبة تسكن أجواء المدينة وتسكب فوق منافذ ديار المنار..وفوق أشجارها ومن فوق أرضها وأفق السماء...
وكان منزل عزام يطل على النهر الثالج وكانت سارة تعبرمن ذلك النهر.. وهو يخلو لنار موقده الخامد وقلبه مغرق في ليالي الشتاء و تستكين فؤاده حياة حالم وخيال واقع..
ويمسح الضباب من نافذة حجرته لتتضح الرؤي من بعيد. ..وكانت تتمايل على ضفاف النهر ترتدي معطف أحمر وقبعة سوداء ..فالتفتت الفتاة نحو نافذة عزام وكان جسدها يرتعش من البرد ..وفي صمت؛ همس لها بابتسامة من بعيد ..وكان بانتظار ردها بشوق ولهيب ..وطال الانتظار وازداد لهفة لها ففتح النافذة من كل الجهات و من شدة الريح سقطت اللوحة التي كان يرسمها ..لكنه لم يبالي ..حتى ارتفع صوته بعد تردده وصاح يا حلوتي ويا أميرة الجميلات ..هيا..هيا اقتربي من داري ....فشهقت بنفس عميق ووضعت يداها على شفتيها..وكأنها تقول له كف عن ما تقول ألاتخجل!!!
حاول عزام مرة أخرى وهو جامدا، ذاهل .. وبصره يناجي فتاته ....!! آه..آه..لهذه الفتاة الفاتنة المكابرة..فحرك رأسه ببطء نحو اليمين ونحواليسار وإذ بها تختفي فطأطأ رأسه ودمعته تتحجر بين ضلوعه الساقعة ..فعاد عزام وأخذ ينسق حجرته ويلملم ريشه وقد حزن على لوحته التي سقطت من شدة الرياح فمسك بها وسقط على الأرض وذرفت دموعه عليها
وقرع الباب أحد ما ، ففز فرحا..ها قد عادت محبوبتي لتعتذر .. ..لن ألومها فهي
فرحتي ..فأغمض عينه وفتح الباب وكاد ينادي سارة..سارة....ولكن الصمت غمره واصفر وجهه ..إنه جاره القديم انه عماد
جاره القديم الذي كان منزله مجاورا له..صار
ذات هيبة وطولا عريض المنكبين .. فقال له ما بالك يا رجل ألا تقل لي أن أتفضل
قال إنها المفاجأة ..لا أصدق....أنك عدت....!!!
لم أتوقع... أنك ستزورني بعد هذه السنين ..
قال عماد..ما أجمل دارك انها كما هي لم تتغير منذ خمس سنين
لقد اشتقت إليك أيها الفنان العاشق..فعانقه بكل حرارة
قال عزام ..ولكن ما الذي رمى بك الى حارة الفتار ؟؟
قال : سأ بيت ثلاث ليالي وأحكي لك عن هذا الوجه البائس...
فهل تسمح لي
قال عزام ..طبعا.طبعا ..ولكن كان خياله يشرد به إلى سارة ..فقد تلوح من أمام نافذة حجرته
فتقبل الأمر وحاول أن يخفي مشاعره ..وذهب ليحضر له كوبا من الشاي ..سلمت يداك يا عزام
ولكن قل لي أين كتبك وأين لوحك فصمت عزام حتى لايدخل عماد ويلمح ساره من نافذة حجرته.....
قال عماد لقد تغيرت أحوالي ان القصر الجديد الذي نسكنه أنا وعائلتي صار كئيب يغمره الملل والسأم وأكاد أجن فيه
فقد طلقت زوجتي وأصبحت بحالة يرثى لها لا كيان لي..ولم أجد امرأة أخرى تقبل بي..!!
قال لا أصدق يا عماد ما زلت شقي ولن تنتهي من قصص النساء
قال عماد انقظني أيها المخلص ....و خذ بيدي من هذا الوادي ..
وكان عزام يقلب كفيه وأنامله ترتعش
ويحدث نفسه ماذا أفعل بهذا الضيف الثقيل ..
فقال عماد ما بال عيناك تسرح بعيد.. ألا تبوح لي..؟
قال ماذا تقول فكل ما لدي ريشتي وكتابي وقلمي..
قال عماد مازلت كما أنت حساس وغامص .. وما زلت لا أعرف لإلى ماذا ترمز رسوماتك وكتاباتك!!!
وضع عزام كفه على وجنته ...سأفرش لك بساطا لتنا م وتستريح من عبأ السفر ..ولكن كان عماد يستد فوق الأريكة يهز برأسه وكأنه طفل يعلم بأن هنالك شيء خفي..حسنا يا صديقي فأنا مجهدا وأشعر ببرد
فرح عزام وفرش له البساط وانطلق إلى حجرته ليتأمل محبوبته من خلف النافذة ..فقد تعود..ولكن أوشك صبره أن ينفذ..ماذا لو ..لو استيقظ عماد....
فأخذ يرسم لوحته بلون أحمر قاتم ..وكان داره يغرد بشخير عماد ..ولم يبالي عزام فقلبه ينبض وفكره شارد..و أخذ يرسم لوحته ويبوح لها عن آلامه حتى الدمعة كان لونها بخطوط أشد حمرة..
وانتهى من لوحته المتشائمة واستيقظ عماد بعد سبات عميق فقال أين الفطور وما هذه اللوحة ما أجملها ..!!!فابتسم عزام بسخرية وهو يهز برأسه ..وحمد الله أنه لا يعرف ما ترمز له ..
وازداد البرد واستمر الثلج يتساقط ..وكانت الغيوم متراكمة ..فقال عماد ..يا لهذا البرد القارص فأنالا أريد أن أدفن بدارك الساقع..قال عزام إن بيتي ليس قصرا ولكن ما عليك سأضيف حطبا ليدفأ داري....
ولكن عماد لم يتحمل البرد القارص.. فأخذ معطفه الجلدي.. إلى أين يا عماد أنت ذاهب هدأ من روعك..واعلم أن الحياة لاتهطل علينا كل الأماني والأمال.....فخرج عماد ليبحث ..ويبحث..فقد أثرت عليه عيشة عزام الساكنة....وعاد إلى حياة الترف والسمار
حزن عزام لرحيله ولكنه كان مسرورا ينتظر محبوبته ..!! فرفع عينيه لخالق السماء ليدعو من الله أن يرحمه من هذا الحب الشقي
وكان يحمل لها في باطنه أسمى معاني الحب والولاء..وأيقن أنه لن يعجب بامرأة أخرى..وأن ريشته لن ترسم..ولن يسطر قلمه..شعرا
فخرج عزام منطلقا إلى دكان الفكهاني أبي سعد ..قال له ما بال الغيظ في نفسك يستكين يا بني ..فما عهدتك هكذا..اجلس وكل تفاحة حمراء شهية فقد تهدأ نفسك وتنشرح..قال عزام لا يا عمي ليس التفاح فمعدتي لا تتحملها..قال اإذا اجلس واشرب معي كوبا من الشاي..
فاحتدم عزاما الغيظ ينفسه ..وغمغم البرد والخوف والرعد عليه
وتمتم أنا..أنا ..ياعمي ..أشعر ببرد شديد. فهز الفكهاني أبو سعد رأسه وكأنه قد أيقن أن هنالك شيئ خفي لم يستطيع البوح به .قال عزام لاتؤاخذني يا عمي فالفن يشق علي ويكاد ظلوعي وقدمي تتكسر وأدرك الفكهاني أنه يتهرب خوفا أن يزل لسانه بما تخفي نفسه فودعه عزام وقال له أبي سعد بهدوء شرفت الدكان فأنت ابن الغالي وأنت من أفضل شباب هذا الحي ولكن اذكرني بين الحين والحين يا بني ..قال سآتي وشكرا لك يا عمي
وكانت الساعة تشير للتاسعة مساء .. فإذا بعربة ذهبية اللون تركبها امرأة برداء أخضر جميل.. دهش عزام!! إنها سارة ووقف أمامها بكل حرارة وحماس وكان تفتنه بجسدها الممشوق ..وعرف أنها أميرة ذات جاه ومال
فتطاير الشرار من عينيها ولم تكابر وتتمرد حتى تلحق به .....أيها السائق توقف فنزلت من عربتها الفاخرة وارتقت إلى سلم متجهة نحوه ..وبحثت عنه وفي أعماقها رغبة غامضة لما لم يلوح لها ..ويتبسم بحرارة
فتلفت إليها وكان مترددا وكانت أحاسيسه تتدفق بآهات.. وكأنه يحادثها بصراع حائر
أما سارة كان يغمرها إحساس جميل يحلق بها نحو ذكرياتها ..
وسرعان ما خرج عزام من داره وكان يحمل بيده لوحته ومد يداه وقال احتتفظي بها فقد رسمت سحر الكون وكنت أناجيك منها
فتنهدت سارة وكان بداخلها سرورا وخفقان يا لهذه الحياة لجميلة..كل هذا لي فلم أعلم أنني كنت معك أعيش انه حلم إلهي امطري يا سماء وا بتسمي أيتها الثلوج
ولكنه كان كان ينظر إليها بارتباك فقال لها لا تجزعي ان ذكر ياتكاك وحبي لك سيظل بين عروقي....وحبيي يتساقط من السماء وييتنفس لك كم أنا يا محبوبتي أهواك
قالت إذا لما الفراق ....ودع الأمس والغد ولنطير بأحلامنا...
هكذا حكم علي يا سارة الزمان أن أكون فنان عاشق ولهان..فلاح لها بكل شموخ الوداع ...
فقالت بصوت خافت الوداع ولكنها االتفت إليه و ارتمت إلى أحضانه وانبعث في عينيه شعور غامض عميق وقبض على راحتها ولامست يداه خصلة من شعرها ...
راودها شعور بالخوف وتلفتت بارتباك حائرة ما بال هذا العاشق...كان يوادعني..والآن عاد ليعانقني
قالت ..كنت حلمي وهمسة له بصوت مغرد فقالت لم أقصد إثارتك وليس ذنبي أنني أميرة..
وكيف تقوى على الفراق يا لك من رجل جبار مكابر
وعاد للمدينة والثلج والبرد القارص ..ووادعها ولم تكد تصدق نفسها فقالت ..عد إلي ولا ترضخ لعصر النفاق...
ولكنه وادعها بريشته وهو يرسم بريق عيناها....على لوحة الوداع
وتلفتت سارة إلى نافذة اللقاء وهي تحمل صورتها ببرواز تتساقط منه الثلوج ...... ..وكأنها تودعه بلقاء آخر............
وبعيدعن قسوة الحياة .. وتحت زخاة الأمطار وسقيع الجليد حيث كانت الغيوم تغمر النجوم واندفنت أنوار المدينة في الطرقات ..
وتجمدمت مياه نهر الفنار من خلف الأالأكواخ والديار
وسرعان ما تهطل الأمطار فوق الضفاف
والرطوبة تسكن أجواء المدينة وتسكب فوق منافذ ديار المنار..وفوق أشجارها ومن فوق أرضها وأفق السماء...
وكان منزل عزام يطل على النهر الثالج وكانت سارة تعبرمن ذلك النهر.. وهو يخلو لنار موقده الخامد وقلبه مغرق في ليالي الشتاء و تستكين فؤاده حياة حالم وخيال واقع..
ويمسح الضباب من نافذة حجرته لتتضح الرؤي من بعيد. ..وكانت تتمايل على ضفاف النهر ترتدي معطف أحمر وقبعة سوداء ..فالتفتت الفتاة نحو نافذة عزام وكان جسدها يرتعش من البرد ..وفي صمت؛ همس لها بابتسامة من بعيد ..وكان بانتظار ردها بشوق ولهيب ..وطال الانتظار وازداد لهفة لها ففتح النافذة من كل الجهات و من شدة الريح سقطت اللوحة التي كان يرسمها ..لكنه لم يبالي ..حتى ارتفع صوته بعد تردده وصاح يا حلوتي ويا أميرة الجميلات ..هيا..هيا اقتربي من داري ....فشهقت بنفس عميق ووضعت يداها على شفتيها..وكأنها تقول له كف عن ما تقول ألاتخجل!!!
حاول عزام مرة أخرى وهو جامدا، ذاهل .. وبصره يناجي فتاته ....!! آه..آه..لهذه الفتاة الفاتنة المكابرة..فحرك رأسه ببطء نحو اليمين ونحواليسار وإذ بها تختفي فطأطأ رأسه ودمعته تتحجر بين ضلوعه الساقعة ..فعاد عزام وأخذ ينسق حجرته ويلملم ريشه وقد حزن على لوحته التي سقطت من شدة الرياح فمسك بها وسقط على الأرض وذرفت دموعه عليها
وقرع الباب أحد ما ، ففز فرحا..ها قد عادت محبوبتي لتعتذر .. ..لن ألومها فهي
فرحتي ..فأغمض عينه وفتح الباب وكاد ينادي سارة..سارة....ولكن الصمت غمره واصفر وجهه ..إنه جاره القديم انه عماد
جاره القديم الذي كان منزله مجاورا له..صار
ذات هيبة وطولا عريض المنكبين .. فقال له ما بالك يا رجل ألا تقل لي أن أتفضل
قال إنها المفاجأة ..لا أصدق....أنك عدت....!!!
لم أتوقع... أنك ستزورني بعد هذه السنين ..
قال عماد..ما أجمل دارك انها كما هي لم تتغير منذ خمس سنين
لقد اشتقت إليك أيها الفنان العاشق..فعانقه بكل حرارة
قال عزام ..ولكن ما الذي رمى بك الى حارة الفتار ؟؟
قال : سأ بيت ثلاث ليالي وأحكي لك عن هذا الوجه البائس...
فهل تسمح لي
قال عزام ..طبعا.طبعا ..ولكن كان خياله يشرد به إلى سارة ..فقد تلوح من أمام نافذة حجرته
فتقبل الأمر وحاول أن يخفي مشاعره ..وذهب ليحضر له كوبا من الشاي ..سلمت يداك يا عزام
ولكن قل لي أين كتبك وأين لوحك فصمت عزام حتى لايدخل عماد ويلمح ساره من نافذة حجرته.....
قال عماد لقد تغيرت أحوالي ان القصر الجديد الذي نسكنه أنا وعائلتي صار كئيب يغمره الملل والسأم وأكاد أجن فيه
فقد طلقت زوجتي وأصبحت بحالة يرثى لها لا كيان لي..ولم أجد امرأة أخرى تقبل بي..!!
قال لا أصدق يا عماد ما زلت شقي ولن تنتهي من قصص النساء
قال عماد انقظني أيها المخلص ....و خذ بيدي من هذا الوادي ..
وكان عزام يقلب كفيه وأنامله ترتعش
ويحدث نفسه ماذا أفعل بهذا الضيف الثقيل ..
فقال عماد ما بال عيناك تسرح بعيد.. ألا تبوح لي..؟
قال ماذا تقول فكل ما لدي ريشتي وكتابي وقلمي..
قال عماد مازلت كما أنت حساس وغامص .. وما زلت لا أعرف لإلى ماذا ترمز رسوماتك وكتاباتك!!!
وضع عزام كفه على وجنته ...سأفرش لك بساطا لتنا م وتستريح من عبأ السفر ..ولكن كان عماد يستد فوق الأريكة يهز برأسه وكأنه طفل يعلم بأن هنالك شيء خفي..حسنا يا صديقي فأنا مجهدا وأشعر ببرد
فرح عزام وفرش له البساط وانطلق إلى حجرته ليتأمل محبوبته من خلف النافذة ..فقد تعود..ولكن أوشك صبره أن ينفذ..ماذا لو ..لو استيقظ عماد....
فأخذ يرسم لوحته بلون أحمر قاتم ..وكان داره يغرد بشخير عماد ..ولم يبالي عزام فقلبه ينبض وفكره شارد..و أخذ يرسم لوحته ويبوح لها عن آلامه حتى الدمعة كان لونها بخطوط أشد حمرة..
وانتهى من لوحته المتشائمة واستيقظ عماد بعد سبات عميق فقال أين الفطور وما هذه اللوحة ما أجملها ..!!!فابتسم عزام بسخرية وهو يهز برأسه ..وحمد الله أنه لا يعرف ما ترمز له ..
وازداد البرد واستمر الثلج يتساقط ..وكانت الغيوم متراكمة ..فقال عماد ..يا لهذا البرد القارص فأنالا أريد أن أدفن بدارك الساقع..قال عزام إن بيتي ليس قصرا ولكن ما عليك سأضيف حطبا ليدفأ داري....
ولكن عماد لم يتحمل البرد القارص.. فأخذ معطفه الجلدي.. إلى أين يا عماد أنت ذاهب هدأ من روعك..واعلم أن الحياة لاتهطل علينا كل الأماني والأمال.....فخرج عماد ليبحث ..ويبحث..فقد أثرت عليه عيشة عزام الساكنة....وعاد إلى حياة الترف والسمار
حزن عزام لرحيله ولكنه كان مسرورا ينتظر محبوبته ..!! فرفع عينيه لخالق السماء ليدعو من الله أن يرحمه من هذا الحب الشقي
وكان يحمل لها في باطنه أسمى معاني الحب والولاء..وأيقن أنه لن يعجب بامرأة أخرى..وأن ريشته لن ترسم..ولن يسطر قلمه..شعرا
فخرج عزام منطلقا إلى دكان الفكهاني أبي سعد ..قال له ما بال الغيظ في نفسك يستكين يا بني ..فما عهدتك هكذا..اجلس وكل تفاحة حمراء شهية فقد تهدأ نفسك وتنشرح..قال عزام لا يا عمي ليس التفاح فمعدتي لا تتحملها..قال اإذا اجلس واشرب معي كوبا من الشاي..
فاحتدم عزاما الغيظ ينفسه ..وغمغم البرد والخوف والرعد عليه
وتمتم أنا..أنا ..ياعمي ..أشعر ببرد شديد. فهز الفكهاني أبو سعد رأسه وكأنه قد أيقن أن هنالك شيئ خفي لم يستطيع البوح به .قال عزام لاتؤاخذني يا عمي فالفن يشق علي ويكاد ظلوعي وقدمي تتكسر وأدرك الفكهاني أنه يتهرب خوفا أن يزل لسانه بما تخفي نفسه فودعه عزام وقال له أبي سعد بهدوء شرفت الدكان فأنت ابن الغالي وأنت من أفضل شباب هذا الحي ولكن اذكرني بين الحين والحين يا بني ..قال سآتي وشكرا لك يا عمي
وكانت الساعة تشير للتاسعة مساء .. فإذا بعربة ذهبية اللون تركبها امرأة برداء أخضر جميل.. دهش عزام!! إنها سارة ووقف أمامها بكل حرارة وحماس وكان تفتنه بجسدها الممشوق ..وعرف أنها أميرة ذات جاه ومال
فتطاير الشرار من عينيها ولم تكابر وتتمرد حتى تلحق به .....أيها السائق توقف فنزلت من عربتها الفاخرة وارتقت إلى سلم متجهة نحوه ..وبحثت عنه وفي أعماقها رغبة غامضة لما لم يلوح لها ..ويتبسم بحرارة
فتلفت إليها وكان مترددا وكانت أحاسيسه تتدفق بآهات.. وكأنه يحادثها بصراع حائر
أما سارة كان يغمرها إحساس جميل يحلق بها نحو ذكرياتها ..
وسرعان ما خرج عزام من داره وكان يحمل بيده لوحته ومد يداه وقال احتتفظي بها فقد رسمت سحر الكون وكنت أناجيك منها
فتنهدت سارة وكان بداخلها سرورا وخفقان يا لهذه الحياة لجميلة..كل هذا لي فلم أعلم أنني كنت معك أعيش انه حلم إلهي امطري يا سماء وا بتسمي أيتها الثلوج
ولكنه كان كان ينظر إليها بارتباك فقال لها لا تجزعي ان ذكر ياتكاك وحبي لك سيظل بين عروقي....وحبيي يتساقط من السماء وييتنفس لك كم أنا يا محبوبتي أهواك
قالت إذا لما الفراق ....ودع الأمس والغد ولنطير بأحلامنا...
هكذا حكم علي يا سارة الزمان أن أكون فنان عاشق ولهان..فلاح لها بكل شموخ الوداع ...
فقالت بصوت خافت الوداع ولكنها االتفت إليه و ارتمت إلى أحضانه وانبعث في عينيه شعور غامض عميق وقبض على راحتها ولامست يداه خصلة من شعرها ...
راودها شعور بالخوف وتلفتت بارتباك حائرة ما بال هذا العاشق...كان يوادعني..والآن عاد ليعانقني
قالت ..كنت حلمي وهمسة له بصوت مغرد فقالت لم أقصد إثارتك وليس ذنبي أنني أميرة..
وكيف تقوى على الفراق يا لك من رجل جبار مكابر
وعاد للمدينة والثلج والبرد القارص ..ووادعها ولم تكد تصدق نفسها فقالت ..عد إلي ولا ترضخ لعصر النفاق...
ولكنه وادعها بريشته وهو يرسم بريق عيناها....على لوحة الوداع
وتلفتت سارة إلى نافذة اللقاء وهي تحمل صورتها ببرواز تتساقط منه الثلوج ...... ..وكأنها تودعه بلقاء آخر............