لم
يتبقى على موعد زفافه الا اياما قلائل فقد كان ينتظر بشوق ولهفة هذه
اللحظة ليخلو بعروسه وتخلو به ليعبر لها عن ما حمله فى قلبه الكبير لها من
حب وحنين وعاطفة استمرت على مدار سنوات طويلة قبل ان ياذن الله له بالتخرج
فى الجامعة وييسر له من امره ومعيشته مما مكنه بالتفكير الجدى فى اكمال
نصف دينه وهو ما كان ينتظره بفارغ الصبر
تمر عليه الساعات والايام
بطيئة وهو يسابق الزمن بتجهيز عشه الصغير ومملكته الخاصة وبرغم انشغاله
الكبير الا ان هذا لم يمنعه من التفكير والمتابعة لاحوال امته ووطنه
وقضيته الاولى قضية كل مسلم قضية تحرير وطن ودحر عدو فقد كان منضما كجندى
فى احدى كتائب المقاومة الاسلامية
خرج الى عمله يومها فى الصباح الباكر
مرتديا حلة جميلة جديدة ينوى المرور عليها كان شوقه اليها يسبقه ورغم عدم
انقضاء 48 ساعة على رؤيته لها منذ اخر مرة
مع حلول المساء رن هاتف المنزل طويلا
الو وعليكم السلام ايوه انا ام عز الدين لا حول ولا قوة الا بالله ساتى حالا
هرعت الام حيث المكان تمتمت بصوت خافت استر يالله فقد كان القصف عنيفا يومها
وجدته فى النزع الاخير لا ييكاد يرى او يسمع او يتحرك
انحنت
الام عليه فى صبر وثبات وبوجود عدد كبير من نسوة العائلة فى تلك الغرف
الصغيرة فى احدى المستشفيات واسرت فى اذنه ببعض كلمات قليلة
انفرجت مع تلك الكلمات شفتاه عن ابتسامة كبيرة ومعها خرجت روحه
اعتدلت الام فى جلستها وقالت بصوت عالى مسموع صدقت ياحبيبى يارسول الله حيث قلت
للشهيد عند الله ست خصال
يغفر له فى اول دفعة من دمه
ويرى مقعده من الجنة
ويجار من عذاب القبر
ويامن من الفزع الاكبر
ويوضع على راسه تاج الوقار الياقوته منها خير من الدنيا ومافيها
ويزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور العين
ويشفع فى سبعين من اقاربه
وتمتمت اللهم اجعلنا من شفعائه
اصرت النسوة على معرفة سر تلك الابتسامة التى لم تفارق شفتى الام ولا الابن الشهيد وعن سر تلك الكلمات فقالت
قلت له اردتها عروسا واحدة من حور الدنيا فرزقك الله باثنين وسبعين من حور الجنة
للامانة
القصة منقولة عجبتنى جدا اكتر حاجة عجبتنى هى صبر الام ياريت كلنا نتعلم
منها صبرها ياريت ياشباب نربى اولادنا على الحب الجهاد وطلب ماعند الله
ويارب تقبل شهدء غزة وارزقنا الشهادة فى سبيلك يارب العالمين